ذباب .. ولكن من نوع آخر

كلنا نعلم أن اغلب الناس تكره الذباب، ليس لشيء إلا لأنه ( بثر ولصقه ) ومحاولاتك المستميتة لطرده لا تعني له شيئا، بل تزيده إصرارا على محاولة الحصول على ما يريده..

هدى إبراهيم - ساخر
ومن أشد أنواع الذباب ضراوة هو (ذباب البر) .. لأنه ( مشفوووح ولا قد شاف نعمة ) يطير وهو مغمض العينين ..



إلا أنني في الواقع اكتشفت نوعا جديدا من الذباب، وبعد أن اكتشفته (حللت) ذباب البر عنده مليووووون مرة..



ألا وهو الذباب البشري.. الذي يحلق بأجنحته بسرعة بمجرد رؤية فتاة في سيارة مع السائق ولا يبتعد عنها محلقاً يميناً ويساراً، وأنا واحدة من ملايين الفتيات اللواتي يعشن مغامرات يوميه مع هذا الذباب.

فأنا عانيت و "إنغثيت" من هذا النوع.. معاناة أثناء ذهابي أو عودتي برفقة السائق، وأستغرب هذا الفراغ الذي يعيشه شبابنا فأنا متعجبة ومنبهرة من أن الشباب حينما يدعون للقيام بمتطلبات المنزل يتعذرون بأنهم مشغولين، فمن يصدق أن يقوم شاب بملاحقة أمرآة لأكثر من 20 كيلو متر لساعات ويخاطر بنفسه وسيارته من أجل أن تأخذ منه رقم هاتفه أو تستقبل منه بلوتوث، وأمر آخر يحتمل توقعان أما أن الشباب "الذباب" لديهم قدرة خارقة بالنظر من خلال "التضليلة" المكتومة بالكامل وتحديد وجود امرأة أم لا وتحديد سن المرأة وقوامها بل وماركة الماكياج الذي تستخدمه مخترقاً نقابها "المدبول"، أو أنهم يطاردون كل سيارة مضلله يقودها أجنبي على أمل أن بالداخل امرأة ويمكن أذا هو مستعجل يتجرأ ويسأل السواق : صديق فيه مدام جوا سيارة !!!



أما الذبابة التي علمتني فعلا المعنى الحقيقي لكلمة ( النشبة ) فقد كان رجل على مشارف الأربعين، وكنت في مركز للأجهزة الالكترونية من اجل صيانة هاتفي الجوال، وأثناء الانتظار أخذت أتجول في أرجاء المعرض لأرى الرجل( الذبابة ) يحدق من بعيد حتى تأكد أني أسير بمفردي ليبدأ عرضه البطولي في التواجد في كل مكان لدرجة أنني توقعت أن هناك نسخا كثيرة منه، وأصبحت أخشى أن أراه بين المعروضات، فلم يكتفي ذلك (النشبة) بذلك بل لحق بي عندما قررت ترك الجهاز للصيانة لأن الأمر سيستغرق وقتا طويلا، وذهبت لأنهي بعض المشاوير الضرورية، لأجده مرافقا لي عند جهاز الصراف، وفي ثلاث محطات أخرى توقفت فيها، بل ورافقني إلى البيت لتبدأ المطاردة الشرسة، ليستمر خلفي شارع .. شارع بيت .. بيت زنقه .. زنقه، و بعد "الطقاق" والتمويه تمكنا من الخلاص منه، ومن "الخوف" الذي انتابني منه كنت خائفة أن أجده في دواليب المطبخ، عجباً كيف لم تفتقده أسرته كل هذا الوقت ؟!!



ومايزال هذا النوع من الذباب في شوارعنا يلاحق الفتيات، و يتواجد ويُرى في كل مشوار ..!! ولكم تمنيت حينما أرى دعاية لمبيد للحشرات الطائرة أن أجد عليه عبارة (فتّاك لذباب الشوارع)..



بالمناسبة ....في ظل وجود هذا النوع من الذباب، هل تتوقعون أن المرأة تستطيع قيادة سيارتها بأمان ؟؟

وجهة نظري .. أتوقع أن ذلك الذباب سيتحول إلى دبابير لاسعة، فان لم يكن وجود سائق يمنعهم أو يردعهم عن محاولاتهم الصبيانية الطائشة، ما الذي سيمنعهم من المرأة المنفردة بسيارتها، حتى يوصل لها ورقة بالية تحمل رقمه، الأمر يستحق التفكير حقاً..



حفظنا الله جميعاً وكفانا وإياكم شر الدواب والهوام والذباب بكافة أنواعه...